للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا، قالوا: وهذا الفضل وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار فيدخل فيه من جرح في سبيل اللّه في قتال البغاة وقطاع الطريق في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك والله أعلم. وفي رواية: "كل كلم يكلم في سبيل اللّه يكون يوم القيامة كهيئتها يوم طعنت تفجر دما لون دم والعرف عرف المسك" العرف بفتح العين المهملة وإسكان الراء هو الرائحة كذا قاله المنذري، وفي رواية "إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما" هو بفتح الياء وإسكان الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وآخره باء موحدة ومعناه: يجري متفجرًا أي: كثيرًا وهو معنى الرواية الأخرى: "يتفجر دما"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "كهيئتها يوم طعنت" الضمير في هيئتها يعود على الجراحة، قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة: (١) مجيئه يوم القيامة مع سيلان الجرح فيه أمران: أَحَدُهُمَا: الشَّهَادَةُ عَلَى ظَالِمِهِ بِالْقَتْلِ. الثَّانِي: إظْهَارُ شَرَفِهِ لِأَهْلِ الْمَشْهَدِ وَالْمَوْقِفِ بِمَا فِيهِ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ الشَّاهِدَةِ بِالطِّيبِ، واللّه أعلم.

٢٠٦٧ - وَعَن أبي أُمَامَة - رضي الله عنه -: عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَيْسَ شَيْء أحب إِلَى اللّه من قطرتين وأثرين قَطْرَة دموع من خشيَة اللّه وقطرة دم تهراق فِي سَبيل اللّه وَأما الأثران فأثر فِي سَبِيل اللّه وَأثر فِي فَرِيضَة من فَرَائض اللّه رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب (٢).


(١) إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام (٢/ ٣٠٥).
(٢) الترمذي (١٦٦٩)، والطبراني في الكبير (٧٩١٨)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٠٨)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (١٣٦٣).