للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واعلم أن من قاتل لثواب اللّه فهو في سبيل اللّه ويشهد له فعل الصحابة، وقد سمع [رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -] يقول: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض [فألقى التمرات التي في يده وقاتل حتى قتل وظاهر هذا أنه قاتل لثواب الجنة] " ذكره [ابن النحاس (١)] عفا اللّه عنه، وقال أبو العباس القرطبي: من قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فهو في سبيل اللّه" يعني بكلمة اللّه دين الإسلام وأصله أن الإسلام ظهر بكلام اللّه تعالى الذي أظهره على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، ويفهم من هذا الحديث اشتراط الإخلاص في الجهاد وكذلك هو شرط في جميع العبادات لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٢) (٣) قال المهلب: إذا كان في أصل النية إعلاء كلمة اللّه ثم دخل عليها من حب الظهور والمغنم ما دخل فلا يضرها ذلك، ومن قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فخليق أي حقيق أن يحب الظهور بإعلاء كلمة اللّه وأن يحب الغنى بإعلاء كلمة اللّه فهذا لا يضره إذا كان عقدًا صحيحًا (٤). اهـ

ففي هذا الحديث بيان أن الأعمال إنما تحسب بالنيات الصالحة وأن الفضل الذي ورد في المجاهدين في سبيل اللّه مختص بمن قاتل لتكون كلمة


(١) مشارع الأشواق (ص ٦١٤ - ٦١٥) وانظر إحكام الأحكام (٢/ ٣١٩).
(٢) سورة البينة، الآية: ٥.
(٣) المفهم (١٢/ ٥٠).
(٤) شرح الصحيح (٥/ ٢٦) لابن بطال.