للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النية صحيحة وهذا هو المذهب الصحيح وإليه ذهب حجة الإسلام أبو حامد الغزالي وذكر كلاما مطولا ملخصه أن هذا تصريح منه بأن هذه النية صحيحة ومن قتل بها فهو شهيد وكذلك صرح الإمام أبو عبد اللّه القرطبي بصحتها فإنه قال في التفسير: ودل خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلقى العير يعني عير أبي سفيان لما قدم من الشام على جواز النفير للغنيمة لأنها كسب حلال. وهو يرد ما كره مالك من ذلك، إذ قال: ذلك قتال على الدنيا، وما جاء أن من قاتل لتكون كلمة اللّه هي العليا فهو في سبيل اللّه دون من يقاتل للغنيمة، يراد به إذا كان قصده وحده وليس للدين فيه حظ (١). أ. هـ

وهذا الدليل الذي استدل به القرطبي دليل جيد فإن أبا سفيان بن حرب لما قدم من الشام في عير قريش وفيها أموالهم وتجارتهم وكان فيها ثلاثون رجلا قال ابن عقبة كانوا سبعين رجلا وكانت عيرهم ألف بعير فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بها فندب المسلمين إليها الحديث في غزوة بدر الكبرى (٢)، ومنهم من إذا دهمه القتال يقاتل مقبلا غير مدبر ليس له نية البتة غير الدفع عن نفسه وهذا قريب من أصحاب النية الثالثة وليس مثلهم وهو شهيد لأن من دفع عن نفسه قطاع الطريق فقتلوه كان من الشهداء فكيف لا يكون شهيدا من قتل بسيوف الأعداء بل هو شهيد في الفضل والحكم والمقاتل مع هؤلاء مع


(١) مشارع الأشواق (ص ٦٢٣ - ٦٢٤) وكلام الغزالى في الإحياء (٤/ ٣٨٥)، وكلام القرطبى في التفسير (٧/ ٣٧٦).
(٢) مشارع الأشواق (ص ٦٢٤ - ٦٢٥).