للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومعنى الحديث وحكمه يتناول الجميع غير أن السبب يقتضي أن المراد بالحديث الهجرة من مكة إلى المدينة واللّه أعلم، والتقدير: فمن كانت هجرته إلى اللّه ورسوله نية وقصدا فهجرته إلى اللّه ورسوله حكما وشرعًا (١).

وقوله: "ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" هذا الحديث ورد على سبب: وهو أنه لما أمر بالهجرة إلى المدينة تخلف جماعة عنها فذمهم اللّه تعالى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} (٢) الآية، ولم يهاجر جماعة لفقدان استطاعتهم فعذرهم اللّه تعالى واستثناهم بقوله: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ} (٣) الآية، وهاجر إليه المخلصون فمدحهم اللّه تعالى في كتابه في غير موضع من القرآن وكان من المهاجرين جماعة خالفت نيتهم نية المخلصين منهم من كانت نيته تزوج امرأة كانت بالمدينة يقال لها أم قيس فهاجرت إلى المدينة فهاجر الرجل لأجلها لا تدينا فعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، هذا الحديث تنفيرا عن مثل قصده، وكان ذلك الرجل بعد يدعى مهاجر أم قيس، وأم قيس هذه معدودة (٤).

وقوله: "لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها" يحتمل أن مهاجر أم قيس المذكور


(١) شرح الأربعين للنووى (ص ١٣ - ١٥) وإحكام الأحكام (١/ ٦٢) والتعيين (ص ٣٩).
(٢) سورة النساء، الآية: ٩٧.
(٣) سورة النساء، الآية: ٩٨.
(٤) إحكام الأحكام (١/ ٦٢) والتعيين (ص ٣٨ - ٣٩).