للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان يحبها لمالها وجمالها فجمعهما في التعريض به، ويحتمل أنه كان يطلب نكاحها وغيره من الناس هاجر لتحصيل دنيا من جهة ما فعرض بهما، ويحتمل غير ذلك، قاله الطوفي في شرح الأربعين النواوية (١)، ومعنى الحديث: من قصد بهجرته وجه اللّه وقع أجره على اللّه، ومن قصد دنيا أو امرأة ينكحها فهي حظه ولا نصيب له في الآخرة (٢) واللّه أعلم، وتقدم الكلام على ذلك مبسوطًا.

٢٠٧٣ - وَعَن أبي أُمَامَة - رضي الله عنه - قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَرَأَيت رجلا غزا يلْتَمس الأجر وَالذكر مَا لَهُ فَقَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا شَيء لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاث مَرَّات يَقُول رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا شَيْء لَهُ ثمَّ قَالَ إِن اللّه لا يقبل من الْعَمَل إِلَّا مَا كَانَ خَالِصا وابتغي بِهِ وَجهه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ (٣).

قَوْله يلْتَمس الْأجر وَالذكر يَعْنِي يُرِيد أجر الْجِهَاد وَيُرِيد مَعَ ذَلِك أَن يذكرهُ النَّاس بِأَنَّهُ غاز أَو شجيع وَنَحْو ذَلِك.

٢٠٧٤ - وَعَن أبي بن كَعْب - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بشر هَذِه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بِالدّينِ والتمكين فِي الْبِلَاد والنصر فَمن عمل مِنْهُم بِعَمَل الآخِرَة للدنيا فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَة من نصيب رَوَاهُ أَحْمد وَابْن حبَان فِي


(١) التعيين (ص ٤٠)
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٥).
(٣) النسائي في الكبرى (٤٣٤٨)، والطبراني في الكبير (٧٦٢٨)، والأصبهاني في الترغيب (١٠٣)، وقال الألباني صحيح في صحيح سنن النسائي.