للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه برئ وهو للذي أشرك" (١) وروى الترمذي عن أبي سعد بن أبي فضالة قال: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا جمع اللّه الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن اللّه أغنى الشركاء عن الشرك" (٢) وهذه أدلة واضحة لهذا القول إذ لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها عقابا. فإن قلت: ينبغي أن يثاب على شائبة القربى في قصده بقدرهما مما يثاب المخلص ويعاقب على قصده الرياء بقدر ما يعاقب المرائي الكامل لأن: (من يعمل مثقال ذرة خيرا يره) الآية، قلنا يكفيه من العقوبة إحباط أجره في بذل نفسه وعدم فوزه بالشهادة مع ما ناله من ألم القتل لأنه لا يخفف عنه ألمه كما يخفف عن المخلص وحسبه من الثواب على شائبة القربة في قصده دفع العقوبة عنه إذ لولا تلك الشائبة لكان من الثلاثة الذين تسعر بهم النار فوجود تلك الشائبة هو الذي منعه من العقوبة التي يستحقها المرائي الكامل ووجود الرياء هو الذي منعه من الأجر الذي يفوز به المخلص فلا يكون له أجر لعدم حقيقة الإخلاص ولا يستحق عقوبة لما في عمله من قصد القربة وعدم تمحض الرياء واللّه سبحانه أعلم، قاله ابن النحاس (٣) عفا اللّه عنه.

٢٠٧٦ - وَعَن معَاذ بن جبل - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - الْغَزْو غَزوَان فَأَما من ابْتغى وَجه اللّه وأطاع الإِمَام وَأنْفق الْكَرِيمَة وياسر الشَّرِيك واجتنب


(١) أخرجه مسلم (٤٦ - ٢٩٨٥) عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه ابن ماجه (٤٢٠٣)، والترمذي (٣١٥٤) وابن حبان (٤٠٤ و ٧٣٤٥). وقال الألباني: حسن صحيح - المشكاة (٥٣١٨)، صحيح الترغيب (٣٣).
(٣) مشارع الأشواق (ص ٦٣٣ - ٦٣٥).