للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال النووي (١): وهذا الذي ذكرناه هو الصَّواب وهو ظاهر الحديث ولم يأت حديث صريح صحيح يخالف هذا فتعين حملة على ما ذكرنا وقد اختار القاضي عياض (٢) معنى هذا الذي ذكرناه بعد حكايته في تفسيره أقوالا فاسدة منها قول من زعم أن هذا الحديث ليس بصحيح ولا يجوز أن ينقص ثوابهم بالغنيمة كما لم ينقص ثواب أهل بدر وهم أفضل المجاهدين وهي أفضل غنيمة. وذكر كلاما طويلا لا طائل تحته.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تخفق وتخوف وتصاب إلا تم لهم أجرهم" أي تقتل وتهلك قاله القاضي عياض (٣) الحديث معناه رجعت ولم تغنم شيئًا، قال الحافظ (٤) يقال أخفق الغازي أذا غزا ولم يغنم أو لم يظفر اهـ، وقال أهل اللغة الإخفاق أن يغزوا فلا يغنم شيئًا وكذا كلّ طالب حاجة إذا لم تحصل فقد أخفق ومنه إخفاق الصائد إذا لم يقع له صيد فإذا غزا ولم يغنم شيئًا وليصاب في نفسه أي قتل دخل الجنة وأصاب أجور المراتب كلها والله أعلم.

تنبيه: الناس في الغزو على ثلاثة أحوال:

إما أن يغنموا ويسلموا. أو لم يسلموا ولم يغنموا. أو يخفقوا ويصابوا بقتل أو جراحة، فإذا غنموا وسلموا فاتهم أجر الإخفاق والإصابة وسلم لهم


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٢).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٢٩٣).
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٣٣٧).
(٤) فتح الباري لابن حجر (٦/ ١٦).