للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واعلم أيدك اللّه بتوفيقه أن للغزو في البحر فضائل ليست للغزو في البر، منها: أن غزوة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر كما هو مذكور في هذا الحديث، ومنها: أن المائد في البحر كالشهيد المتشخط في دمه كما هو مذكور أيضًا في هذا الحديث ومنها: أن شهداء البحر أفضل على الإطلاق من شهداء البر، قال ابن النحاس عفا اللّه عنه: إذا كان المائد في البحر كالشهيد في البر فكيف يكون الشهيد فيه، ومنها: ما روى أن من غزى في البحر كمن غزى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومنها: ما خرجه ابن عساكر بإسناده عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ غَزَا فِي الْبَحْرِ غَزْوَةً فِي سَبِيلِ اللّهِ - وَاللّهُ أَعْلَمُ مَنْ هُوَ فِي سَبيلِهِ - فَقَدْ أَدَّى إِلَى اللّهِ طَاعَتَهُ كُلَّهَا، وَطَلَبَ الْجَنَّةَ كُلَّ مَطْلَبٍ، وَهَرَبَ مِنَ النَّارِ كُلَّ مَهْرَبٍ" (١)، ومنها: ما روي أن فَضْلُ الْغَازِي فِي الْبَحْرِ عَلَى الْغَازِي فِي الْبَرِّ كَفَضْلِ الْغَازِي فِي الْبَرِّ عَلَى الْقَاعِدِ فِي بَيْتِهِ (٢)، ومنها: أن أجر جهاد في يوم في البحر كأجر جهاد شهر في البر، ومنها: أن خيار الشهداء عند اللّه تعالى وأفضلهم من تتغلب بهم مراكبهم فيغرقون في سبيل اللّه وأن للمجاهد إذا غرق في البحر أجر شهيدين في البر، ومنها: ما روي أن غزاة البحر لا يحزنهم الفزع الأكبر، وقد صح أن المرابط إذا مات يبعث يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر وغازي البحر أعلا منه وأولى بهذه الفضيلة والله أعلم، ومنها: ما روى أن لغازي البحر ما بين كلّ موجين كمن قطع الدنيا في


(١) أخرجه الطبراني (١٨/ ١٥٤ رقم ٣٣٦)، وابن عساكر (٤٣/ ٧٩). وأخرجه أيضًا: ابن أبي عاصم في الجهاد (٢/ ٦٦٧ رقم ٢٩٠)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٢١٨، رقم ٢٩٦٤)، وفى الصغير (١/ ١٥٩، رقم ٢٤٧) قال الهيثمى (٥/ ٢٨١): فيه عمر بن الصبح وهو متروك.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٤/ ٢٢٤ رقم ١٩٥٠٨).