للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طاعة اللّه عَزَّ وَجَلَّ، ومنها: ما روي أن شهداء البحر يغفر لهم الذنوب كلها والديون بخلاف شهداء البر لأنهم يغفر لهم كلّ الذنوب إلا الدين، ومنها: أن الغازي في البحر إذا وضع رجله في السفينة يخلف خطايا خلف ظهره ويخرج منها كيوم ولدته أمه ويضحك اللّه عَزَّ وَجَلَّ إليه، ومنها: ما روى أن شهيد البحر لا يجد القتل في سبيل اللّه إلا كشربة عسل بماء بارد، ومنها: ما ذكر صاحب شفاء الصدور عن كعب أن شهيد البحر يأتي يوم القيامة في نهر من نور أبيض يتلألأ رافعين شراعهم من دورهم في سفائنهم، الحديث مطول، ومنها: ما روي أن ملك الموت يقبض روح كلّ شهيد وغيره إلا شهداء البحر فإن اللّه تعالى يتولى قبض أراوحهم لكرامتهم عليه.

[فائدة: قال القاضي أبو بكر بن العربي: من أراد أن يوقن بأن اللّه هو الفاعل وحده لا فاعل معه، وأن الأسباب ضعيفة لا تعلق لموقن بها، ويتحقق التوكل والتفويض فليركب البحر (١)].

قال صاحب المغني (٢) وغيره من أصحاب الإمام أحمد: غزو البحر أفضل من غزو البر لأن البحر أعظم خطرا ومشقة فإنه بين خطر العدو وخطر الغرق ولا يتمكن من الفرار إلا مع أصحابه فكان أفضل من غيره، قال ابن النحاس عفا اللّه عنه: وينبغي أن لا يكون في هذا خلاف لما تقدم في فضله من الأحاديث الحسان وغيرها (٣) واللّه أعلم.


(١) أحكام القرآن (٢/ ٣٥٨).
(٢) المغني لابن قدامة (٩/ ١٦٥). ط. إحياء التراث.
(٣) مشارع الأشواق (ص ٢٤٧ - ٢٦١) باختصار.