للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأمة فهو لها رحمة وشهادة (١) وإنما يكون الطاعون شهادة لمن صبر كما بينه في الحديث (٢)، وفي الأحاديث: منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارا من ذلك، قال البيضاوي (٣): وإنما نهى عن الدخول في الوباء لأنه تهور وإقدام على خطر وعن الخروج منه فإنه فرار من القدر وأن لا تضيع المرضى ممن يتعهدهم والموتى ممن يجهزهم واحد الأمرين تأديب وتعليم والآخر تفويض وتسليم (٤)، أ. هـ، أما الخروج لعارض فلا بأس به (٥)، قال النووي (٦): وهذا الذي ذكرناه هو مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال القاضي عياض رحمه الله (٧): هو قول الأكثرين حتى قالت عائشة - رضي الله عنها -: "الفار منه كالفار من الزحف".

٢١٦٨ - وَعَن أبي عسيب - رضي الله عنه - مولى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - أَتَانِي جِبْرَائِيل عليه السلام بالحمى والطاعون فَأَمْسَكت الْحمى بِالْمَدِينَةِ


(١) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٠٤).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٠٥).
(٣) تحفة الأبرار (١/ ٤٢٣)، والميسر (٢/ ٣٧٥)، وشرح المشكاة (٤/ ١٣٤٢ - ١٣٤٣)، والكواكب الدراري (٢١/ ١٨).
(٤) معالم السنن (١/ ٢٩٩).
(٥) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٠٥).
(٦) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٠٥) يعنى قوله: وفي هذه الأحاديث منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارا من ذلك أما الخروج لعارض فلا بأس به.
(٧) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٧/ ١٣٢)، وشرح النووي على مسلم (١٤/ ٢٠٥).