للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرب، ومنها الرحمن، ومنها الرحيم، ومنها مالك، ومنها الديان من قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} ومنها المعبود من قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، ومنها: المستعان من قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} وفي القرآن {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ} (١)، ومنها: الهادي من قوله: {اهْدِنَا} وقد ورد الهادي في القرآن في قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا} (٢) الآية، ومنها: المنعم من قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ولم يرد المنعم في القرآن ولا عند الترمذي في الأسماء المعدودة ووري في حديث لم يخرجه الترمذي وخرجه غيره في الأسماء المعدودة فعد منها المنعم ومنها المضل ولم يرد هذا الاسم في القرآن العزيز ولكن إجماع أهل الحق قد انعقد على أن الله تعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء فهو الهادي والمضل لا إله إلا هو.

ومن شرف الفاتحة أن الله تعالى قسمها بينه وبين عبده ولا تصح الصلاة إلا بها ولا يلحق عمل بثوابها وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم كما صارت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن إذ القرآن تعدل ثلث القرآن إذ القرآن توحيد وأحكام ومواعظ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فيها التوحيد كله، وبهذا المعنى وقع البيان في قوله عليه السلام لأبيّ: "أي آية في القرآن أعظم؟ " قال: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وإنما كانت أعظم آية لأنها توحيد كلها كما صار قوله عليه الصلام "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا


(١) سورة الأنبياء، الآية: ١١٢.
(٢) سورة الحج، الآية: ٥٤.