للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عياض (١)، قالوا: سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما (٢)، والزهراوين واحدتهما زهراء مأخوذ من الزهر والزهرة وهي البياض [النير] وهو أحسن الألوان (٣)، وفيه تنبيه على أن مكان السورتين مما عداهما من سور القرآن مكان القمرين من سائر النجوم (٤) ونصب البقرة وآل عمران على البدل من الزهراوين أو عطف البيان لهما. [وفي تسمية البقرة وآل عمران بالزهراوين ثلاثة أقوال: الأول أنهما النيرتان مأخوذ من الزهر والزهرة، فأما لهدايتهما قارئهما بما يزهران من أنوارهما أي من معانيهما وإما لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة وهو القول الثاني. الثالث سميتا بذلك لأنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم كما ذكره أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} (٥) والتي في آل عمران: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)} (٦) "، أخرجه ابن ماجه أيضًا في التفسير والغمام: السحاب الملتف، وهو الغياية إذا كانت قريبا من الرأس، وهي الظلة أيضا. والمعنى: إن قارئهما في ظل ثوابهما، كما جاء


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ١٧٣)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٣١٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ٨٩ - ٩٠).
(٣) النهاية (٢/ ٣٢١).
(٤) الميسر (٢/ ٤٩٢).
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٦٣.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ٢.