للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحق إلا الضلال، وفي بعض روايات هذا الحديث: "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" (١) انتهى.

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" فالمراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة وملخص ذلك أن البدعة بدعتان، بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كان على خلاف ما أمر الله به ورسوله فهو في حيز الذم وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله ورسوله فهو في حيز المدح ومن هذا قول عمر - رضي الله عنه - عن التراويح: (نعمت البدعة هذه)، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسنها وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت زمن أبي بكر وإنما جمع الناس عليها عمر وندبهم إليها فيها فبهذا إنما هي بدعة وهي على الحقيقة سنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، وقوله: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي" وعلى هذا يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل محدثة بدعة" إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة وأكثر ما تستعمل البدع عرفًا في الذم (٢) والله أعلم، قاله في الديباجة. انتهى.

٦٢ - وَعَن أبي شُرَيْح الْخُزَاعِيّ قَالَ خرج علينا رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ أَلَيْسَ تَشْهَدُون أَن لا إِلَه إِلَّا الله وَأنِّي رَسُول الله قَالُوا بلَى قَالَ إِن هَذَا الْقُرْآن طرفه بيد


(١) التعيين (ص ٢١٨).
(٢) انظر تفسير غريب ما في الصحيحين (١/ ٣٠٢)، والنهاية (١/ ١٠٦ - ١٠٧).