وحظوظها الفانية فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- تأسف أصحابه الفقراء وحزنهم على ما فاتهم من إنفاق إخوانهم الأغنياء أموالهم في سبيل الله تقربا إليه وابتغاء لمرضاته طيب قلوبهم ودلهم على عمل يسير يدركون به من سبقهم ولا يلحقهم معه أحد بعدهم ويكونون به خيرا ممن هم معه إلا من عمل مثل عملهم وهو الذكر عقب الصلوات المفروضات، وقد اختلفت الروايات في أنواعه وعدده والأخذ بكل ما ورد من ذلك حسن وله فضل عظيم، وقالت طائفة من السلف {وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}(١) إن القرض الحسن قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، والصدقة بغير المال نوعان، أحدهما: ما فيه تعدية الإحسان إلى الخلق فيكون صدقة عليهم وربما كان أفضل من الصدقة بالمال وهذا كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه دعاء على طاعة الله وكف عن معاصيه وذلك خير من النفع بالمال وكذلك تعليم العلم النافع ودفع الأذى عنهم وقال معاذ -رضي الله عنه-: تعليم علم لمن لا يفمهمه صدقة عليه، وروي مرفوعا في الصدقة أحاديث يطول ذكرها؛ النوع الثاني من الصدقة: التي ليست ماليه ما نفعه قاصر على فاعله كأنواع الذكر والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وكذلك المشي إلى المساجد صدقة ولم يذكر في شيء من الأحاديث الصلاة والصيام والحج والجهاد أنه صدقة وأكثر هذه الأعمال أفضل من الصدقات المالية لأنه إنما ذكر ذلك جوابا للفقراء الذين سألوا عما يقاوم تطوع الأغنياء بأموالهم، وأما