للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفرائض فقد كانوا مشتركين فيها، وقد تكاثرت النصوص بتفضيل الذكر على الصدقة بالمال وغيرها من الأعمال كما في حديث أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم".

وقوله: "وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة" وتقدم، وفي ذلك أحاديث يطول ذكرها ففي الحديث دليل على أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم من شدة حرصهم على الأعمال الصالحة وقوة رغبتهم في الخير كانوا يحزنون على ما يتعذر عليهم من الخيرات مما يقدر عليه غيرهم فكان الفقراء يحزنون على فوات الصدقة بالأموال التي يقدرون عليها الأغنياء ويحزنون على التخلف عن الخروج في الجهاد لعدم القدرة على آلاته، وقد أخبر الله عنهم فقال في كتابه {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} (١) الآية وفي هذا الحديث أن الفقراء أغبط أهل الدثور والدثور هي الأموال بما يحصل لهم من أجر الصدقة بأموالهم فدلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- على صدقات يقدرون عليهم ومعنى هذا أن الفقراء ظنوا أن الصدقة إلا بالمال وهم عاجزون عن ذلك فأخبرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جميع أنواع المعروف والإحسان صدقة وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل معروف صدقة" والصدقة تطلق على جميع فعل المعروف والإحسان حتى أن فضل الله الواصل منه إلى عباده صدقة منه عليهم اهـ كلام ابن رجب في اللطائف (٢) قاله ابن العماد في العمدة.


(١) سورة التوبة، الآية: ٩٢.
(٢) لطائف المعارف (ص ٢٤٣).