للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقسم يرجع إلى الجمال كالرب والمحسن والمحيي والرزاق.

وقد قال الله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} (١) أي نزه أسماؤه عن الإلحاد فيها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} (٢) فكما يجب تنزيه ذاته تعالى كذلك يجب تنزيه صفاته وأسمائه ولما كانت الكفرة قد ألحدوا في أسمائه تعالى فاشتقوا من الله اللات ومن اسمه العزيز العزى ومن المنان مناة وجب علينا أن ننزه صفاته والمناسب أن يؤتى بأسماء الذات بالتسبيح والتسبيح هو التنزيه عن الشريك وعكا لا يليق وقد سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معنى سبحان فقال سبحان الله تنزيه الله ويناسب أسباب الجلال التكبير ويناسب أسماء الجمال التحميد لأن الحمد يكون على النعم ولهذا كانت الأعداد تسعة وتسعين بعدد أسماء الله الحسنى وختمت المائة بلا إله إلا الله في إحدى الروايتين وفي رواية أخرى بأربعة وثلاثين تكبيرة لأنه قيل إن اسم الله الأعظم هو تمام المائة واسم الله الأعظم داخل في أسماء الجلال ولهذا أتى فيه بالتكبير وهذا المعنى يحصل بهذا العدد وبالزيادة عليه وإنما [التنصيص] على هذا العدد للمعنى السابق ولأن عدد درج الجنة مائة على عدد أسماء الله الحسنى ومما يدل على عدم اعتباره منع الزائد عموم قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (٣)


(١) سورة الأعلى: الآية: ١.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٨٠.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٩٦.