وأنا أيضا أسألك حاجة قال: ما هي؟ قال: إذا كان الشيطان ماردا لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي منا، ما دواءه؟ فقال: يؤخذ له وترمي جلد يحمور فيشد إبهامي المصاب من يديه شدًا وثيقا ثم يؤخذ له من دهن السداب البري فيقطر في أنفه الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده قال: فلما دخلت المدينة أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز فسألتها بيعه فابت فاشتريته بأضعاف ثمنه فلما اشتريته تمثل لي من بعيد، وقال: بالإشارة اذبحه فذبحته فخرج عند ذلك رجال ونساء فضربوني ويقولون يا ساحر فقلت لست بساحر قالوا: إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني وإنه منذ سلكها لم يفارقها فطلبت منهم وترامي جلد يحمور ودهن السداب البري فلما فعلت به ذلك صاح وقال: إنما علمتك على نفسي ثم قطرت في أنفه الدهن فخر ميتا من ساعته وشفا الله تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان.
فائدة: اليحمور المذكور في حديث الجني دابة وحشية نافرة لها قرنان طويلان كأنهما منشاران تنشر بهما الشجر، إذا عطش يرد الفرات تجد الشجر ملتفة فتنشر بهما، قال الجوهري: اليحمور حمار الوحش وحكمه الحل كيف كان، الخواص دهنه ينفع من الاسترخاء الحاصل في أحد شفتي الإنسان إذا استعمله مع دهن البلسان (١) والله أعلم.