٢٤٨٧ - وَعَن حَيْوَة بن شُرَيْح قَالَ لقِيت عقبَة بن مُسلم فَقلت لَهُ بَلغنِي أَنَّك حدثت عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ -رضي الله عنهما- أَن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُول إِذا دخل الْمَسْجِد أعوذ بِالله الْعَظِيم وبوجهه الْكَرِيم وسلطانه الْقَدِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم قَالَ أقط قلت نعم قَالَ فَإِذا قَالَ ذَلِك قَالَ الشَّيْطَان حفظ مني سَائِر ذَلِك الْيَوْم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (١).
قوله: عن حيوة بن شريح [هو أبو زرعة حيوة بن شريح الحضرمي، ويقال: الكندي المصري. قال ابن المبارك: ما ذكر لي رجل إلا وجدته دون ما قيل إلا حيوة بن شريح، سمع عقبة بن مسلم، روى عنه الليث بن سعد، وابن المبارك مات سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة، قال أحمد: ثقة ثقة ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم: حيوة أعلى القوم، وهو ثقة، وأحب إلى من المفضل بن فضالة. قال ابنه: ومن الليث؟، قال: الليث أحب إلي، وهو أفضل الرجلين وقال عبد الله بن وهب: ما رأيت أحدا أشدا استخفاء بعمله من حيوة بن شريح، وكان يعرف بالإجابة، وكنا نجلس إليه للفقه، فكان كثيرا مما يقول لنا: أبدلني الله بكم عمودا أقوم إليه أتلو كلام ربي. ثم فعل ما قال، ثم تألى أن لا يجلس إلينا أبدا، وما كنا نأتيه وقت صلاة إلا دخل وأغلق دوننا ودونه الباب ووقف يصلي، وقال ابن المبارك: ما وصف لي أحد، ورأيته إلا كانت رؤيته دون صفته إلا حيوة بن شريح فإن رؤيته كانت أكبر من صفته، وقال أحمد بن سهل الأردني، عن خالد بن الفزر: كان حيوة
(١) أبو داود (٤٦٦)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.