للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المعاصي فقطعوا ظهري بالاستغفار فسولت لهم ذنوبا لا يستغفرون منها يعني الأهواء (١) والله أعلم، وقال وهيب ابن الورد، بلغنا أن إبليس تمثل ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له: أنصحك فقال له لا أريد ذلك، ولكن أخبرني عن بني آدم فقال: هم عندنا ثلاثة أصناف: صنف منهم هم أشد الأصناف عندنا نقبل على أحدهم حتى نفتنه عن دينه، ونتمكن منه فيفزع إلى الاستغفار والتوبة، فيفسد علينا كل شيء نصيبه منه، ثم نعود إليه فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا، فنحن معه في عناء، وصنف منهم في أيدينا كالكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا قد كفونا مؤنة أنفسهم، وصنف منهم مثلك هم معصومون لا نقدر منهم على شيء.

قاله في حياة الحيوان (٢)، قال رجل للحسن: يا أبا سعيد أينام إبليس قالوا: لو نام لوجدنا راحة (٣) فلا خلاص للمؤمن من شره إلا بتقوى الله قال في الإحياء (٤) قبيل باب بيان دواء الصبر: من غفل عن الله تعالى ولو في لحظة فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان ولذلك قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ


= جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها. انظر: تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٠٧).
(١) أخرجه هناد في الزهد (٩٢٨).
(٢) حياة الحيوان (١/ ٤١٠).
(٣) أخرجه أحمد في الزهد (١٥٠٦).
(٤) إحياء علوم الدين (٤/ ٧٤ - ٧٥).