للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦)} (١) وقال -عليه السلام-: إن الله يبغض الشاب الفارغ (٢) لأن الشاب إذا تعطل عن عمل يشغل باطنه بمباح يستعين به على دينه كان ظاهره فارغا ولم يبق قلبه فارغا بل يعشش فيه الشيطان ويبيض ويفرخ ثم تزدوج أفراخه أيضا وتبيض مرة أخرى وتفرخ وهكذا يتوالد نسل الشيطان توالدا أسرع من توالد سائر الحيوانات لأن طبعه من النار وإذا وجد الحلفاء اليابسة كثر توالده فلا يزال تتوالد النار من النار ولا تنقطع البتة بل تسري شيئا فشيئا على الاتصال فالشهوة في نفس الشاب للشيطان كالحلفاء اليابسة للنار وكما لا تبقى النار إذا لم يبق لها قوت وهو الحطب فلا يبقى للشيطان مجال إذا لم تكن شهوة فإذن إذا تأملت علمت أن أعدى عدوك شهوتك وهي صفة نفسك ولذلك قال الحسين بن منصور الحلاج (٣) حين كان يصلب وقد سئل


(١) سورة الزخرف، الآية: ٣٦.
(٢) قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (٤/ ٧٣ - بحاشية الإحياء-): غريب، لم أجده. وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية (٦/ ٣٥٩): لم أجد له إسنادًا.
(٣) الحسين بن منصور الحلاج. المقتول على الزندقة. ما روى ولله الحمد شيئا من العلم وكانت له بداية جيدة وتأله وتصوف ثم انسلخ من الدين وتعلم السحر وأراهم المخاريق. أباح العلماء دمه فقتل سنة ٣٠٩. انتهى. وهذه الترجمة مجملة وأخبار الحلاج كثيرة والناس مختلفون فيه وأكثرهم على أنه زنديق ضال.
له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ١٣٢، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٨/ ١١٢، العبر ٢/ ١٣٨، الفهرست لابن النديم ١٩٠، لسان الميزان للذهبي ٢/ ٣١٤، مرآة الجنان لليافعي ٢/ ٢٥٣، المنتظم لابن الجوزي ٦/ ١٦٠، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٣/ ٢٠٢، وفيات الأعيان لابن خلكان ١/ ٤٠٥.