للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن يبعث بالكلمات إلى حوّاء؛ فحملتها الريح إليها، فقالتها، فتاب الله عليها قال: ولمّا فرغ آدم من الدعاء والسجود قال له جبريل: ارفع رأسك. فرفعه وإذا قد رفع له حجاب النّور، وفتحت له السماوات، ونودى بالتوبة والرضوان وقيل له: يا آدم، إنّ الله قد قبل توبتك. فذهب ليقوم فلم يقدر لأنه كان قد رسب فى الأرض كعروق الشجر، فاقتلعه جبريل، فصاح صيحة شديدة للألم الذى أصابه، وقال: "ماذا تفعل الخطيئة"؟ ثم ضرب جبريل بجناحه الأرض فانفجرت عين ماء معين برائحة كالمسك فاغتسل آدم منها، ثم كساه الله حلّتين من سندس الجنّة، وبعث الله تعالى ميكائيل إلى حوّاء، فبشرها بالتوبة، وكساها كذلك؛ وسأل آدم جبريل عنها؛ فأخبره أن الله قد قبل توبتها، وأنه يجمع بينهما فى أشرف الأعياد وأكرم البقاع قال: وأمر الله عزّ وجلّ الملائكة والحيوانات أن يقربوا من آدم ليهنّئوه فأتوه وهنّأوه كما كانوا عزّوه ثم أمر الله تعالى جبريل أن يضع يده على رأس آدم ليقصّر من طوله، وكان إذا قام وصل رأسه إلى السماء، فيسمع تسبيح الملائكة، فلمّا قصر اغتمّ لفقد ذلك، فقال له جبريل: لا يغمّك ذلك فإن الله يفعل ما يريد (١).

نظر آدم -عليه السلام- إلى العرش فرأى على ساقه مكتوبا لا اله إلّا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال: يا ربّ أسألك بحقّ محمد أن تغفر لي فغفر له (٢).


(١) نهاية الأرب في فنون الأدب (١٣/ ٢٤).
(٢) حديث التوسل الذي ذكره الشارح في هذا الموضع لا يصح: أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٣١٣ - ٣١٤ رقم ٦٥٠٢)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٥) وعنه البيهقي في =