للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} (١) وقال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} (٢) وروى البغوي (٣) في تفسيره أن تسبيحهم سبحانك وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك سبحانك وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك، وقيل: معناه وبحمدك وبتوفيقك سبحت وهو من مجاز إطلاق السبب على المسبب لأن التوفيق هو سبب الحمد وقول الملائكة {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} (٤) أي: بسبب توفيقك وهذا كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: نحمد الله لا نحمدك [الذي نحيطه (بحمد الله لا بحمد) بالباء الموحدة فيهما وهو كذلك فيما وقعنا عليه من نسخ صحيح البخاري في حديث الإفك (٥)، وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبيها: "دعها، فقد أولت الحمد أهله".

وقوله: "اللهم" معناه: يا الله فعوضت الميم عن حرف النداء، وقيل: أصله يا الله أمنا.

وقوله: "عملت سوءا وظلمت نفسي"، فإن قيل: كيف قال ظلمت نفسي، والنفس هي الظالمة للعبد لأنها هي الأمارة بالسوء وقال تعالى حكاية عن


(١) سورة البقرة، الآية: ٣٠.
(٢) سورة الشورى، الآية: ٥.
(٣) ينظر: تفسير البغوي - طيبة (٥/ ٩٥).
(٤) سورة البقرة، الآية: ٣٠.
(٥) قال بعض أصحاب عبد الله بن المبارك له: أنا أستعظم هذا القول. فقال: ولت الحمد أهله ذكره في المصابيح، ولعلها تمسكت بظاهر قوله عليه الصلاة والسلام لها: احمدي الله كما في الرواية الأخرى ففهمت منه أنه أمرها بإفراد الله بالحمد. (إرشاد الساري ٥/ ٣٧١).