للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا تبرأ من الأسباب والإِدلال بالأعمال والاعتقاد في كونها موجبة للثواب وجوبًا عقليًّا (١).

وقوله: لا يقتضيها سبب من العبد، [فيه نظر لأن معناه إحالة العمل شهودا وإن كان ثابتا وجودا، فلعل العمل أن يكون معلولا أو يوجد عند النقد مدخولا فإن الثقة بالعمل خطير كيف والناقد بصير وعلى تقدير خلوصه، فعسى أن تستغرقه النعم التي لا يطاق حصرها ولا يطاق شكرها، وتذكر هنا قصة العابد التي قال الله تعالى: "أدخلوه الجنة برحمتي" (٢) فقال: بل بعبادتي كذا وكذا فلما ركن إلى العمل قوبل بالنعم المستغرقة كذلك إلى أن رجع إلى شهود المنة والفضل (مع العصمة) والله أعلم فكيف لا يفزع إلى باب الفضل وهو تعالى هو المتفضل بالإيجاد والإمدإد وبإعطاء الإيمان قبل السؤال وهو خالق الهداية والموفق لمن وفق فضلا أوليا ثم أثاب عليه فضلا آخريا {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} (٣) فالفضل سابق وعائد منه عليك خلق ونسب إليك على أن الدعاء نفسه من توفيق الله وفضله على استيفاء شرائطه لا ينفى أن يعد سببا يركن إليه، كيف


(١) إحكام الأحكام (١/ ٣١٣)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٣/ ٥٠٧).
(٢) انظر: الضعفاء ٢/ ١٤٤ (٦٣٨)، وهذه القصة مع ضعف سندها ونكارة متنها تخالف نص القرآن: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: ٣٢]، وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٢/ ٢٢٨.
(٣) سورة النور، الآية: ٢١.