للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو غير موثوق بذلك والله أعلم قاله كاتبه] فيه نظر لأن تسبب العبد إذا كان بتوفيق الله تعالى كان من عند الله تعالى وأيضًا فدعاء العبد بطلب المغفرة تسبب من العبد فكيف يقال بإحالة ترتبها على السبب والأحسن أن يقال في مثل ذلك أن تكون المغفرة من عند الله تعالى بلا واسطة شفاعة من أحد من المخلوقين، فإن المعصية إذا كانت بين العبد وربه قوبلت بمغفرة من الرب كان أبلغ في الستر وأحسن، وإذا كانت بشفاعة أحد كان في ذلك فضيحة وعار على صاحبها بسبب إطلاع الغير عليها، وقد ورد أن الله تعالى ينسى العبد التائب ذنوبه حتى لا يذكرها بين يديه فيفتضح قيل وإليه الإشاراة بقوله تعالى {وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} (١) أي غطها عنا حتى لا نراها ولا نذكرها فنخجل بين يديك وورد في الحديث أن الله تعالى ينسي الحفظة ما عمله العبد وينسي الأرض ما عمل عليها حتى لا تشهد عليه يوم القيامة.

قوله: "فإنك أنت الغفور الرحيم" فيه إشارة إلى أنه يستحب أن يدعى الله تعالى بإسمائه الحسنى فيقول يا غفور اغفر لي يا رزاق ارزقني ويا رحمان ارحمني وقد وقعت المقابلة هنا الأول بالأول وبالثاني الثاني، وقد يقع على خلاف ذلك بأن يراعي القرب فيجعل الأول للأخير ومن ذلك قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} إلى قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٢).

وقوله: "ولا يغفر الذنوب إلا أنت" إقرار بوحدانية الباري سبحانه وتعالى


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٩٣.
(٢) سورة آل عمران، الآيتان: ١٠٦ - ١٠٧.