للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء" الحديث، والرخاء سعة العيش، ومنه الحديث "ليس كل الناس مرخي عليه" (١) أي: موسعا عليه في رزقه ومعيشته.

قوله: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رجل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله فبينما هو جاء إلى الشام يريد المدينة إذ عرض له لص على فرس فصاح بالتاجر: قف! قال: فوقف له التاجر وقاله له شأنك بمالي وخل سبيلي، قال: فقال له اللص المال مالي وإنما أريد نفسك، فقال له ثانيا وثالثا وهو يأبي، فقال التاجر: أنظرني حتى أتوضأ وأصلي وأدعوا ربي عز وجل، قال: افعل ما بدا لك، فتوضأ التاجر وصلى أربع ركعات ورفع يده إلى السماء فكان من دعائه: يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيء لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني ثلاث مرات، فلما فرغ من دعائه إذا بفارس على فرس أشهب عليه ثياب خضر بيده حربة من نور فلما رأى اللص إلى الفارس ترك التاجر ومر نحو الفارس فلما دنا منه شد الفارس على اللص فطعنه طعنة أرداه عن فرسه ثم جاء إلى التاجر فقال له قم فاقتله فقال له التاجر من أنت، فما قتلت أحدا قط ولا تطيب نفسي بقتله فرجع الفارس إلى اللص وقتله ورجع إلى التاجر


(١) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٥٦).