فإنه من كتاب، وقال يحيى القطَّان: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح، وقال الفلاس: ما حدّثنا يحيى القطَّان لقتادة، ولا ليحيى بن أبي كثير بشيء مرسل إلا حديثًا واحدا، قال عمرو بن علي: مات سنة تسع وعشرين ومئة وقال غيره: مات باليمامة سنة اثنتين وثلاثين ومائة].
قول - صلى الله عليه وسلم - لرجل:"لا تزال مصليا قانتا ما ذكرت اللّه قائما أو قاعدا أو في سوقك أو في ناديك" الحديث، نادي القوم هو الموضع الذي يجتمع فيه الناس يتحدّثون، والمراد بالقنوت هنا هو القيام في الصلاة [والقنوت يستعمل في معنى الطاعة، وفي معنى الإقرار بالعبودية، والخضوع والدعاء، وطول القيام والسكوت. وفي كلام بعضهم ما يفهم منه: أنه موضوع للمشترك. قال القاضي عياض: وقيل: أصله الدوام على الشيء. فإذا كان هذا أصله، فمديم الطاعة قانت، وكذلك الداعي والقائم في الصلاة، والمخلص فيها، والساكت فيها كلهم فاعلون للقنوت].
قوله: رواه البيهقي مرسلا، وتقدم الكلام على الحديث المرسل.
٢٦٢٢ - وَعَن مَالك - رضي الله عنه - قَالَ بَلغَنِي أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقُول ذَاكر اللّه فِي الغافلين كالمقاتل خلف الفارين وذاكر اللّه فِي الغافلين كغصن أَخْضَر فِي شجر يَابِس.
وَفِي رِوَايَة مثل الشَّجَرَة الخضراء فِي وسط الشّجر الْيَابِس وذاكر اللّه فِي الغافلين مثل مِصْباح فِي بَيت مظلم وذاكر اللّه فِي الغافلين يرِيه اللّه مَقْعَده من الْجنَّة وَهُوَ حَيّ وذاكر اللّه فِي الغافلين يغْفر لَهُ بِعَدَد كلّ فصيح وأعجم.