للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ضحك اللّه تعالى رضاه بفعل عبده ورحمته وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده (١)، وسبب ذلك أنه ذكر في مواطن الغافلين بين أهل


(١) صفة الضحك ثابته على ما يليق بجلال اللّه تعالى قال الشيخ: علوي السقاف في كتاب صفات اللّه عَزَّ وَجَلَّ ما نصه: الضَّحِكُ: صفةٌ من صفات اللّه عَزَّ وجلَّ الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالأحاديث الصحيحة. الدليل:

١ - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: (يضحك اللّه إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة) رواه: البخاري (٢٨٢٦)، ومسلم (١٨٩٠).

٢ - حديث عبد اللّه بن مسعود - رضي الله عنه - عند البخاري ومسلم، وقد تقدم في صفة السخر.
اعلم أنَّ أهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة وغيرها من صفات اللّه عَزَّ وجلَّ الثابتة له بالكتاب أو السنة الصحيحة؛ من غير تمثيل ولا تكييف، ويسلمون بذلك، ويقولون: كلٌّ من عند ربنا.
قال الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٢/ ٥٦٣): "باب: ذكر إثبات ضحك ربنا عَزَّ وجلَّ: بلا صفةٍ تصفُ ضحكه جلَّ ثناؤه، لا ولا يشبَّه ضَحِكُه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونسكت عن صفة ضحكه جلَّ وعلا، إذ الله عَزَّ وجلَّ استأتر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك؛ فنحن قائلون بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، مصَدِّقون بذلك، بقلوبنا منصتون عمَّا لم يبين لنا مما استأثر اللّه بعلمه". ومعنى قوله: "بلا صفةٍ تصفُ ضحكه" أي بلا تكييف لضحكه.
وقال أبو بكر الآجري في الشريعة (ص ٢٧٧): "باب الإيمان بأن اللّه عَزَّ وجلَّ يضحك: اعلموا - وفقنا اللّه وإياكم للرشاد من القول والعمل - أنَّ أهل الحق يصفون اللّه عَزَّ وجلَّ بما وصف به نفسه عَزَّ وجلَّ، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبما وصفه به الصحابة رضي اللّه عنهم. وهذا مذهب العُلماء مِمَّن اتّبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به؛ أنَّ اللّه عَزَّ وجل يضحك، كذا روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته رضي اللّه عنهم، فلا ينكر هذا إلا من لا يحمد حاله عند أهل الحق" اهـ. =