للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عدم الإثم لكن إذا ضعفت الشبهة فينبني على [أن] الأصل الحل فيكون تركه ورعا، وحديث وابصة محمول على ما قويت الشبهة فيه وتمكنت من النفس فيكون إثما ويكون من باب ترك الأصل للظاهر وهو على الخلاف وقد عمل به في مواضع والله أعلم.

قوله: "والإثم ما حاك في صدرك" قال في المفهم (١): وإنما أحاله - عليه السلام - على هذا الإدراك القلبي لما علم من جودة فهمه وحسن قريحته وتنوير قلبه وأنه يدرك ذلك من نفسه وهذا كما قال في حديث آخر: "الإثم حواز القلوب" (٢) أي القلوب المنشرحة للإسلام المنورة بالعلم بخلاف الغليظ الطبع الكليل الفهم فإنه بحال على الأوامر والنواهي الشرعية.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر" وهو شبيه بقوله: "الإثم ما كرهت أن يطلع عليه الناس" لأن ما تردد في الصدر هو إثم أو محل شبهة ولا بدو ذلك مما يكره إطلاع الناس عليه.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا وابصة، أخبرك بما جئت تسأل عنه" قلت: يا رسول الله أخبرني، الحديث، هو من باب الكشف لذلك، وجاء في بعض الروايات أن وابصة جاء يتخطى الناس حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا وابصة تحدثني


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٢١/ ٦٩).
(٢) أخرجه هناد في الزهد (٢/ ٤٦٥)، وأبو داود في الزهد (١٢٥)، والطبرانى في الكبير (٩/ ١٤٩ رقم ٨٧٤٨ و ٨٧٤٩) موقوفًا عن ابن مسعود. وأخرجه البيهقى في الشعب (٧/ ٣٠٧) عن ابن مسعود مرفوعًا. وصحح الألباني وقفه في الصحيحة (٢٦١٣).