للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قد ذهب بصره في آخر عمره، فحيث أطلق جابر في الحديث فالمراد به جابر بن عبد الله، وإذا أرادوا جابر بن سمرة قيدوه بسمرة (١).

قوله: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، الحديث؛ قال النووي (٢): في الحديث جمل من الفوائد ومهمات من القواعد فيستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة ويرفع صوته لأنه هو المقصود من الخطبة ويجزل كلامه، ويكون مطابقا للفصل الذي يتكلم فيه من ترغيب وترهيب.

وفي هذا الحديث دليل على وجوب الخطبة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٣)، ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرًا عظيمًا وتحذيره خطبا جسيمًا (٤)، لأن المقصود بالخطبة الوعظ والتحذير، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يواظب على الوصية بالتقوى في خطبته، كما رواه مسلم (٥)، وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته: "الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعد


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٤٢ - ١٤٣ ترجمة ١٠٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٢ - ١٥٦).
(٣) المجموع (٤/ ٥١٥ - ٥١٦).
(٤) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٦).
(٥) النجم الوهاج (٢/ ٤٨٦). وعزوه الحديث لمسلم تبعه ابن الملقن في البدر المنير (١١/ ٤١٢) وتعقبه ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ١١٩) فقال: لم أر هذا، وؤع مسند أحمد "عن النعمان بن بشير سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يخطب: أنذركم النار أنذركم النار" ... الحديث، وفي رواية له: "سمع أهل السوق صوته".