للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صادق يحكم فيها ملك قادر، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا" (١)؛ وهذا الغرض هو مقصود الخطبة، ولا يكفي الاقتصار على التحذير من الاغترار بالدنيا وزخارفها، بل لابد من الحث على الطاعة والمنع من المعاصي (٢)، وهذا هو المراد بقول الفقهاء في كتب الفقه: والوصية بالتقوى؛ والتقوي: امتثال أمر الله تعالى واجتناب نهيه، ولهذا قال إمام الحرمين في الوصية في بالتقوى في الخطبة لا يكفى أن يقول: اتقوا الله، بل لابد من فصل [يهز السامع كما جرى عليه الأولون] (٣).

قوله: الدنيا عرض، العرض بفتحتين: حطام الدنيا ومالها قل أو كثر، وإنما سمي عرضا لأن المال لا يبقى على أحد بل هو سريع الانتقال من مالك إلى مالك كالأعراض القائمة بالجواهر (٤).


(١) أخرجه الشافعي في المسند (٦٧٢) والأم (١/ ٢٣٢) عن عمرو بن دينار مرسلًا. وأخرجه الطبراني في الكبير (٧/ ٢٨٨ رقم ٧١٥٨) وابن عدى في الكامل (٥/ ٤٥٠)، والبيهقي في الكبرى (٢/ ٣٠٥ - ٣٠٦ رقم ٥٨٠٧ و ٥٨٠٨) عن شداد بن أوس. قال ابن عدى: ولأبي مهدي سعيد بن سنان هذا غير ما ذكرت من الأحاديث، وعامة ما يرويه وخاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة ولو قلت إنه هو الذي يرويه عن أبي الزاهرية لا غيره، جاز ذلك لي، وكان من صالحي أهل الشام وأفاضلهم، إلا أن في بعض رواياته ما فيه.
وقال الهيثمي في المجمع ٢/ ١٨٨ - ١٨٩: رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف جدا. وضعفه الألباني في المشكاة (٥٢١٧).
(٢) النجم الوهاج (٢/ ٤٦٨).
(٣) انظر مقدمة نهاية المطلب (ص ٢٥٤)، والنجم الوهاج (٢/ ٤٦٨).
(٤) شرح الأربعين الودعانية (ح ٣٦/ ص ٢٩٢).