للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فِيهِمْ خَيْرًا} (١) نزلت في صبيح بضم (الصاد مولى) حويطب بن عبد العزى (جد محمد بن) إسحاق من قبل (أمه) ا. هـ (قوله): هموم ولزمتني وديون الحديث والهموم جمع هم وهو الحزن الذي يذيب الإنسان يقال همني الشيء إذا أذابني وسنام همومى أي مذاب همومي والحزن خشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم والدنيا دار غم ودار هم قوله: - صلى الله عليه وسلم - "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن" وما أحسن جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعوذه بين الهم والحزن لأن الهم عبارة عن خوف ما يتوقع من الحالات والحزن في الغالب عبارة عن الأسف على ما فات وليس هذا بعجيب ممن أوتى جوامع الكلم - صلى الله عليه وسلم - وقد ظن بعضهم أن الهم والحزن يتحدان في المعنى وإنما عطف أحدهما على الآخر لاختلاف اللفظين وليس الأمر كذلك فإن الهم إنما يكون في الأمر المتوقع والحزن فيما قد وقع كما ذكر أولا وقيل هما بمعنى واحد وهو تحسر القلب وشغله بالفكر والتأسف على ما فات من الدنيا، وقيل هو شغل القلب وفكرته بما يخاف ويرجى في المستقبل من غنى أو فقر وغير ذلك من الحوادث (الطارئة) المتوقعة وقيل الحزن على ما فات والهم بما هو آت واستعاذ من ذلك كله - صلى الله عليه وسلم - ومقاطعة أسنى ومنزلته في التوكل أعلى من أن يحزنه أو يهمه شيء من أمور الدنيا يقال: حزنني وأحزننني لغتان وحزن وحزن ا. هـ قاله عياض (٢).


(١) سورة النور، الآية: ٣٣.
(٢) مشارق الأنوار (١/ ١٩١) لعياض ومطالع الأنوار (٢/ ٢٦٨) لابن قرقول.