قوله:"حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه" الحديث يقضي أنه جلس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلا لم يتصور إسناد ركبتيه إلى ركبتيه لأنه لو جلس جانبه لما أمكنه إلا إسناد ركبة واحدة منه إلى ركبة واحدة من النبي - صلى الله عليه وسلم - ففيه تأديب للمتعلمين أنهم يجلسون بين يدي مشايخهم على ركبهم للتعلم.
قوله:"ووضع كفيه على فخذيه" الضمير في كفيه للرجل وفي فخذيه يحتمل أنه له أيضًا ولأنه وضع كفيه على فخذي نفسه معتمدا عليهما وقت السؤال ويحتمل أنه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الرجل وضح كفيه على فخذي النبي - صلى الله عليه وسلم - استئناسا باعتبار ما بينهما من الأنس في الأصل حين يأتيه جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لتبليغ الوحي وهذا الاحتمال أرجح لما رواه النسائي من حديث أبي ذر وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا كان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أهو هو حتى يسأل فطلبنا إلى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين يجلس عليه إنا لجلوس عنده إذا قبل الرجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كان ثيابه لا يمسها دنس حتى سلم من طرف السماط فردوا عليه السلام وقال: ادنو يا محمد قال أدنه فما زال يقول ادنوا مرارا ويقول ادنه حتى وضع يديه على ركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) وإنما
(١) أخرجه إسحاق (١٦٥) وعنه المروزى في تعظيم قدر الصلاة (٣٧٨) والنسائي في المجتبى ٧/ ٥٢٠ (٥٠٣٥)، وفي الكبرى (٥٨٤٣)،، والبخاري في خلق أفعال العباد (١٨٩)، وأبو داود (٤٦٩٨)، والبزار (٤٠٢٥)، وأبو عوانة (٩)، وابن منده في الإيمان =