للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتشديد التحريم والرحم القرابة وفي هذا الحديث لا يخلو أحدكم بامرأة وفي حديث آخر لا يخلو أحد بامرأة فيشمل الرجل والمراهق الذي تخشى منه المفسدة والحر والعبد والمرأة التي يتأتي منها القبيح.

قوله: "إلا مع ذي رحم محرم" وفي حديث آخر إلا ومعها ذو محرم وجاء في مسلم إلا ومعها رجل أو اثنان أي من المحارم وإنما نهى عن ذلك سدا لذريعة الخلوة ودفعا لما يؤدي إلى النميمة لعموم المفاسد وخبث المقاصد ولقد بالغ مالك رحمه اللّه حتى منع خلوة المرأة بابن زوجها والسفر معه وإن كانت محرمة عليه لأنه ليس كلّ أحد يمتنع بالمانع الشرعي إذا لم يقارنه مانع ديني أو عادي فإن نفرته من حماته ليست كنفرته من أمه وأخته وحمل في المفهم الرجل أو الرجلين على الأجانب فجوز الخلوة للرجلين فأكثر إذا كانوا صالحين وحمل الحديث على زمن السلف دون زماننا (١) وكذلك تأول الحديث النووي على من يمنعه صلاحه ودينه أو مروءته وتقدم عن الشافعية أنهم لا يجيزون خلوة رجلين بامرأة مطلقا ويجيزون خلوة امرأتين برجل والفرق بينهما أن استحياء المرأة من المرأة أكثر من استحياء الرجل من الرجل قال النووي (٢): في هذا الحديث تحريم الخلوة بالأجنبية وإباحة الخلوة لمحارمها وهذا مجمع عليه والمحرم كلّ من حرم نكاحها على التأييد بسبب مباح لحرمتها ا. هـ وفي حديث الحمام من كان يؤمن باللّه واليوم


(١) المفهم (١٨/ ٩ - ١٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٥٣).