للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحد قال اللّه تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧)} (١) يقال: طغى البحر إذا هاج موجه وطغى الدم تبيغ.

قوله: "ولكن تزوجوهن على الدين" أي على ابتغاء الدين أو للدين وهذه الحروف يقوم بعضها مقام بعض وإذا (كان) أقوم الدواعي الدين كان العقد أدوم وعاقبته أحمد.

قوله: "ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل" يقال: خرمته أخرمه إذا قطعته ونقصته وما خرم على الطريق أي ما عدل ورجل أخرم إذا قطع طرف أنفه والمرأة خرماء (٢) فالأمة الخرماء أفضل من حمراء سليمة ليست ذات دين فحذف لفهم المقصود ثم يجوز أن يريد أن الأمة على نقصانها رقا وخلقة إذا كانت ذات دين أفضل من الحرة السليمة إذا لم تكن ذات دين (٣) الحديث (رواه ابن ماجة من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف).

قال الرافعي في أماليه (٤): الدين هنا يمكن حمله على الملة والتوحيد أي ارغبوا عن تزويج الكتابيات فهو مكروه والأظهر حمله على الطاعات والأعمال الصالحة والعفة وهذا هو الذي يعنيه الفقهاء بقولهم أن الدين من خصال الكفاءة وقيل المراد بالدين هنا الطاعة والخضوع ومنه قوله تعالى:


(١) سورة العلق، الآيتان: ٦ - ٧.
(٢) الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة (ص ٢١٤) للرافعي.
(٣) الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة (ص ٢١٦) للرافعي.
(٤) الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة (ص ٢١٥) للرافعي.