للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يضرب المثل، تلمذ لمحمد بن إسماعيل البخاري وشركه في جماعة من شيوخه، سمع بالحجاز من محمد بن أبي عمر المعدني، وبالبصرة من محمد بن بشار ومن محمد بن المثنى وغيرهما، وبواسط من أبي الشعثاء علي بن الحسن، وبالكوفة من أبي كريب محمد بن العلاء ومحمد بن عثمان بن كرامة، وروى عنه أنه قال: صنفت هذا الكتاب يعني المسند الصحيح وعرضته على علماء خراسان فرضوا به وعرضته على علماء الحجاز وعرضته على علماء العراق فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما كان في بيته نبي يتكلم، وروي عن عبد الله بن محمد الأنصاري أنه قال: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم، قيل: لم؟ قال: لأنه لا يصل إلى الفائدة منهما إلا أن يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد ضم أحاديث وبيَّنها فيصل إلى فائدته كل أحد من الناس من الفقهاء والمحدثين وغيرهم، وتوفي بترمذ ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين (١)، انتهى، قاله في شرح الإمام، والله أعلم.

٩٣ - وَعَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة - رضي الله عنه - أَنه سمع رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُول لقد تركتكم على مثل الْبَيْضَاء لَيْلهَا كنهارها لَا يزِيغ [بَعْدِي] عَنْهَا إِلَّا هَالك رَوَاهُ ابْن أبي عَاصِم فِي كتاب السّنة بِإِسْنَاد حسن (٢).


(١) شرح الإلمام (١/ ٤٧ - ٤٩).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٤٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٤٨) و (٤٩) والحاكم (١/ ٩٦).
وصححه الألباني في الصحيحة (٩٣٧) وصحيح الترغيب (٥٩).