للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: عن العرباض بن سارية، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" الحديث، المراد بالبيضاء الشريعة، يعني على شريعة كاملة نقية لا خفاء فيها، وقوله: "لا يزيغ عنها إلا هالك" الزيغ: الميل، قال الله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} إلى قوله: {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} (١) الآية، قال ابن عطية في تفسيره (٢): التوبة من الله تعالى رجوعه بعبده من حالة إلى أرفع منها، وقد يكون في الأكثر رجوعا عن حالة المعصية إلى حالة الطاعة، وقد يكون رجوعا من طاعة إلى أكمل منها، توبته في هذه الآية على نبيه - صلى الله عليه وسلم - لأنه رجع به من حالة إلى حالة أكمل منها، وأما توبته على المهاجرين والأنصار فهو الرجوع بهم من التقصير إلى الطاعة والجد في الغدو ونصرة الدين، وأما توبته على الفريق الذي كاد قلوبهم فرجوع من حالة محطوطة إلى حالة غفران ورضوان، وأما الزيغ الذي كادت قلوب فريق منهم أن تواقعه فهو فرقة همت بالانصراف لما وجدوا من المشقة، والزيغ الميل كما تقدم، قاله في الديباجة.

٩٤ - وَعَن عَمْرو بن زُرَارَة قَالَ: وقف عَليّ عبد الله يَعْنِي ابْن مَسْعُود وَأَنا أقص فَقَالَ: يَا عَمْرو لقد ابتدعت بِدعَة ضَلَالَة أَو إِنَّك لأهدى من مُحَمَّد وَأَصْحَابه فَلَقَد رَأَيْتهمْ تفَرقُوا عني حَتَّى رَأَيْت مَكَاني مَا فِيهِ أحد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ


(١) سورة التوبة، الآية: ١١٧.
(٢) المحرر الوجيز (٣/ ٩٢ - ٩٣).