فِي الْكَبِير بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا صَحِيح (١). قَالَ الْحَافِظ عبد الْعَظِيم وَتَأْتِي أَحَادِيث مُتَفَرِّقَة من هَذَا النَّوْع فِي هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قوله: عن عمرو بن زرارة، هو: عمرو بن زرارة بن (قيس بن عمرو النخعي من أهل الكوفة، أدرك عصر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ممن سيره عثمان بن عفان من الكوفة إلى دمشق روى عنه ابنه سعيد بن عمرو وأبو إسحاق السبيعي).
قوله: وقف عَليّ عبد الله بْن مَسْعُود وَأَنا أقص، فَقَالَ: يَا عَمْرو لقد ابتدعت بِدعَة ما أَو إِنَّك لأهدى من مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابه فَلَقَد رَأَيْتهمْ تفَرقُوا عني حَتَّى رَأَيْت مَكَاني مَا فِيهِ أحد، الحديث، تقدم الكلام على مناقب ابن مسعود وعلى البدعة الضالة، قال بعض العلماء رضي الله عنهم: أما بعد، تسليم الاحتجاج بهذه الأخبار يعني التي أدت لحديث ابن مسعود يعني هذا مع عمرو بن زرارة فليس فيه تصريح بالنهي عن القص فلعله سمعه يقول ما يخاف أن يؤدي إلى فتنة في النفوس، فقال له ما قال لأجل ذلك، فإن عمر - رضي الله عنه - أفضل من ابن مسعود، وقد أذن لتميم الداري في القصِّ عليه حيث لا يخشى فيه فتنة دينية ولو كان القص منكرا لم يجز ذلك، ولم يفعله عمر
(١) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٣٣١)، والطبراني في الكبير (٩/ ١٢٧ رقم ٨٦٣٧) و (٩/ ١٢٨ رقم ٨٦٣٨). قال الهيثمى في المجمع ١/ ١٨٩: رواه الطبراني في الكبير، وله إسنادان أحدهما رجاله رجال الصحيح، رواه عن الأسود عن عبد الله. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٦٠).