للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عن يمين الرحمن" والمراد بقوله عن يمين الرحمن كرامتهم على اللّه تعالى وقرب محلهم وذلك لأن من شأن من عظم قدره في الناس أن يبوأ عن يمين الملك ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - نزه ربه سبحانه وتعالى عما يسبق إلى فهم من لم يقدر اللّه حق قدره من مقابلة اليمين باليسار وكشف حقيقة المراد بقوله "وكلتا يديه يمين" لأن الشمال تدل على النقص والضعف (١) قال الخطابي (٢): ليس فيما يضاف إلى اللّه تعالى من صفة اليدين شمال لاشتماله على النقص والضعف بكلتا يديه عن يمين هي صفة جاء بها التوقيف فنطلقها على ما جاءت ولا نكيفها وننتهى إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار الصحيحة وهو مذهب أهل السنة والجماعة أ. هـ.

وقال القاضي عياض (٣): المراد بكونهم عن اليمين الحالة الحسنة والمنزلة الرفيعة قال ابن عرفة يقال أتاه عن يمينه إذا أتاه من الجهة المحمودة والعرب تنسب الفعل المحمود والإحسان إلى اليمين وضده إلى اليسار قالوا واليمين مأخوذ من اليمن وهو البركة وأنه ليس المراد جارحة تعالى اللّه عن ذلك فإنها مستحيلة في حقه سبحانه وتعالى وأنه أراد بذلك التمام والكمال أو كانت العرب تحب التيامن وتكره التياسر لما في التياسر من النقصان وفي التيامن من التمام فهذا من أحاديث الصفات وقد ذهب جمهور


(١) الميسر (٣/ ٨٥٦).
(٢) أعلام الحديث (٤/ ٢٣٤٧).
(٣) إكمال المعلم (٦/ ٢٢٧ - ٢٢٨).