قوله:"حتى ما تجعل في في امرأتك" الحديث وروى في فم امرأتك وفيه ست لغات فم وفم فم بالتشديد وهل المراد الوضع في فم المرأة على ظاهره أو يعم كلّ ما يمكن منه وتأكله وتلبسه الظاهر الأول وفائدتها أن المبالغة وهو دال على قلب العادة عبادة بالنية والمباح قربة وناهيك بهذا الإكسير ا. هـ ذكره في حدائق الأولياء (١) وفي هذا الحديث استحباب الإنفاق على العيال يثاب عليه إذا قصد بذلك وجه اللّه تعالى وفيه المباح إذا قصد به وجه اللّه تعالى صار طاعة ويثاب عليه وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على هذا بقوله - صلى الله عليه وسلم - "حتى اللقمة تضعها في في امرأتك" لأن زوجة الإنسان هي أخص حظوظه الدنيوية وشهواته وملاذه المباحة إذا وضع اللقمة في فيها فإنما يكون ذلك في العادة عند الملاعبة والملاطفة والتلذذ بالمباح فهذه الحالة أبعد الأشياء عن الطاعة وأمور الآخرة مع هذا فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا قصد بهذا اللقمة وجه اللّه تعالى حصل له الأجر بذلك فغير هذه الحالة أولى بحصول الأجر إذا أراد وجه اللّه تعالى ويتضمن ذلك أن الإنسان إذا فعل شيئًا أصله على الإباحة وقصد به وجه اللّه تعالى يثاب عليه وذلك كالأكل بنية التقوية على الطاعة اللّه تعالى كالنوم للاستراحة لقيام الليل وللعلم فإذا كان الذي هو من حظوظ النفس بالمحل المذكور من ثبوت الأجر فيه وكونه طاعة وعملا أخرويا إذا أريد به وجه اللّه تعالى فكيف الظن بغيره مما يراد به وجه اللّه تعالى وهو مباعد للحظوظ النفسانية وتمثيله - صلى الله عليه وسلم - باللقمة مبالغة في تحقيق هذه الطاعة التي