مصحف" يريد في حسنه ووضاءته كما في الحديث الآخر: "كأنها مذهبة" قيل: وهي إشارة إلى بياضه الممتزج بصفرة كلون الذرة، ويحتمل أنه يريد بها كأنه فضة مذهبة، أي: الذهب كما قال الشاعر: كأنها فضة يعلوها ذهب، فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه.
قوله: أبو القاسم الأصبهاني، الأصبهاني بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة والهاء في آخره نون (هذه) النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال، زاد الرشاطي في الأنساب أن بأصبهان (قرية فرسان) ولذلك يكتبها بعضهم بالفاء وهي بالفارسية راية الفرسان ولم يكن (يحمل لواء) الملك إلا أهل أصبهان، وقيل: سميت بأصبهان بن نوح الذي بناها، انتهى، إنما قيل لهذا على ما سمعت بعضهم أنها تسمى بالعجمية سباهان وسباه: العسكر وهان: الجمع، وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم واقعة بهذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان والأهواز فعرب، فقيل أصبهان، خرج منها كثير من العلماء في كل فن (١).
٩٦ - وَعَن حُذَيْفَة - رضي الله عنه -: قَالَ: سَأَلَ رجل على عهد رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَأمْسك الْقَوْم ثمَّ إِن رجلا أعطَاهُ فَأعْطى الْقَوْم فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - من سنّ خيرا فاستن بِهِ كَانَ لَهُ أجره وَمثل أجور من تبعه غير منقص من أُجُورهم شَيْئا وَمن سنّ شرا فاستن بِهِ كَانَ عَلَيْهِ وزره وَمثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم