جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه غيرنا، وقال لنا: هذا الكتاب قد جمعته من سبعمائة ألف وخمسين ألفا، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة (١). وكان قتيبة بن سعيد صاحب مالك بن أنس وشيخ أحمد بن حنبل يقول: أحمد بن حنبل إمام الدنيا، وقد ألف الناس في فضائله وأفردوا لها كتابًا كبيرًا، واختلف ولداه الإمامان أبو عبد الرحمن عبد الله، والثاني بأصبهان صالح، في أي شهر ولد الإمام أحمد؟ فحدثنا غير واحد من شيوخنا عن الثقة أبي علي الحداد فذكره إلى أن قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: سمعت عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل يقول: سمعت والدي يقول: ولدت سنة أربع وستين ومائتان أولها في شهر ربيع الآخر، قال عبد الله: وتوفي في يوم الجمعة ضحوة، ودفناه بعد العصر وصلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر غلبنا على الصلاة عليه، وكنا قد صلينا عليه نحن والهاشميون داخل الدار لاثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكانت له ثمان وسبعون سنة، قال عبد الله: خضب أبي رأسه ولحيته بالحاء وهو ابن ثلاث وستين سنة، وسنده إلى أبي نعيم فذكره إلى أن حدثنا أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد قال: سمعت أبي يقول: ولدت سنة أربع وستين ومائة في أولها في شهر ربيع الأول، قال أبو الفضل: وتوفي أبي في يوم الجمعة لثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول من