للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الكسائي: إلا شيث عليه السلام فإنها حملت به وحده (١) لأن نور المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يصل إليه، وكان آدم عليه السلام يزوج كل بطن بأنثى من بطن آخر ولا يزوج أحدا من نفس البطن، فأراد آدم عليه السلام أن يزوج أخت قابيل لهابيل فحسده قابيل وقتله، كما تقدم، والحسد أول معصية عصى الله بها في السماء وأول معصية عصى الله بها في الأرض، أول من حسد في السماء إبليس حسد آدم عليه السلام فلم يسجد له، وأول من حسد في الأرض قابيل فقتل هابيل، فكان الحسد حاملا لإبليس على الكفر وحاملا لقابيل على القتل (٢).

تتمة: قال أبو حامد الغزالي رحمه الله (٣): والحسد أنواع، الأول: أن يتمنى زوال النعمة عن غيره وحصولها، الثاني: أن يتمنى مجرد زوالها وإن لم تحصل له إما لأن عنده مثلها أو لكونه لا يطلبها لنفسه، وهذا أشر من الأول؛ الثالث: أن يكره حدوث النعمة لغيره وهو حرام، ويجب عليه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويستحب أن يحمد الله تعالى على حصول النعمة لغيره كما يحمد الله تعالى عليها إذا حصلت له، قال جبريل عليه الصلاة والسلام حين شرب اللبن ليلة الإسراء الحمد لله، لو شربت الخمر لغوت أمتك، الرابع: أن لا يكره النعمة لغيره إذا كانت مساوية للنعمة التي عليه ويكره له حصول منزلة ودرجة أعلى من منزلته ودرجته ويرضى


(١) عرائس المجالس (ص ٦٩).
(٢) تنبيه الغافلين (١/ ١٧٨ - ١٧٩)، وأدب الدنيا والدين (ص ٢٦٩).
(٣) الإحياء (٣/ ١٩١ - ١٩٢).