للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر أبو داود في حديث عبد الله بن بريدة عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينهي عن كثير من الإرفاه (١).

قال الخطابي (٢): معنى الإرفاة الاستكثار من الزينة وأن لا يزال يهييء نفسه وأصله من الرفة وهو أن ترد الإبل الماء كل يوم فإذا وردت يوما ولم ترد يوما فذلك الغب وقد أغبت فهي مغبة، كره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإفراط في التنعم والتدلك والدهن والترجيل في نحو ذلك من أمر الرأس وأمر بالقصد في ذلك وليس معناه ترك الطهارة والتنظف فإن الطهارة والنظافة من الدين أ. هـ.

ففيه مدح البذاذة والتعريض بأن الترفه مجانبة للإيمان وهو كذلك فطوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد يوم لم يره (٣).

فائدة: فأما البذاذة في اللباس ولبس الدون فهو سيما الزاهدين، فإن قال قائل: هذا لباس الزاهدين ولسنا منهم فنقول له إن لم تكن زاهدا فكن متبعا إن كنت مؤمنا قال تعالى إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الآية وقال -صلى الله عليه وسلم- لا يؤمن أحدكم حتى يكن هواه تبعا لما جئت به (٤).


(١) أخرجه أبو داود (٤١٦٠) والنسائي في المجتبى ٨/ ٢٢ (٥١٠٢) و ٨/ ١٧٤ (٥٢٨٣) والكبرى (٩٢٦٧) و (٩٢٦٨)، والبيهقي في الشعب (٨/ ٤٣٠ - ٤٣١، ٦٠٤٩) و (٨/ ٤٣١ رقم ٦٠٥٠). وصححه الألباني في الصحيحة (٥٠٢).
(٢) معالم السنن (٤/ ٢٠٨).
(٣) لطائف المعارف (ص ٣٧).
(٤) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (١٥)، والنسوى في الأربعون (٨) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (١٠٤)، وأبو الطاهر السلفى في معجم السفر (١٢٦٥) والأربعون البلدانية (٤٠/ ص ١٧٧)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (١٥٣٠)، والبيهقي في المدخل =