للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحسن والحسين ابنا علي وعقبة بن عامر ومحمد بن علي وعلي بن عبد الله ابن عباس وعروة بن الزبير وابن سيرين وأبو بردة وآخرون وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان يأمر بالخضاب بالسواد ويقول هو أسكن للزوجة وأهيب للعدو وأما الصباغ بالحناء أو الكتم فلا ينبغي أن يختلف فيه لصحة الأحاديث بذلك وقد اختلف السلف قبلنا في تغيير الشيب فرأى بعضهم أن أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بصبغه ندب وأن تغييره أولى من تركه أبيض روي ذلك عن قيس بن أبي حازم وغيره عن أبي بكر وعمر أنهما كانا يخضبان بالحناء والكتم وكان الشعبي وابن أبي مليكة يخضبان بالحناء وممن كان يخضب بالصفرة علي بن أبي طالب وابن عمر والمغيرة بن شعبة وجرير البجلي وأبو هريرة وأنس بن مالك وروي ذلك عن جماعة من التابعين ورأى آخرون أن ترك الشعر أبيض أولى من تغييره لما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تغيير ترك الشيب وقالوا توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد بدا في عنفقته الشيب ولم يغيره بشيء ولو كان تغييره أولى لكان -صلى الله عليه وسلم- آثر الأفضل وكذلك كان علي بن أبي طالب أبيض الرأس واللحية وكذلك أبي بن كعب وكذلك أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع لا يغيران الشيب وكذلك جماعة من التابعين (١).

وقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث "خالفوا اليهود والنصارى وغيروا الشيب" (٢) به الخصوص ومعناه غيروا الشيب الذي هو نظير شيب أبي قحافة والد أبي


(١) إكمال المعلم (٦/ ٦٢٤ - ٦٢٦) وشرح النووي على مسلم (١٤/ ٨٠).
(٢) أخرجه الترمذي (١٧٥٢)، وابن حبان (٥٤٧٣) عن أبى هريرة. وقال الألباني: حسن صحيح الصحيحة (٨٣٦).