للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغيره أنه -عَلَيْهِ السَّلَامُ- قام إلى قربة فخنثها وشرب من فيها وهذا إن صح [محمله] أنه -عَلَيْهِ السَّلَامُ- علم انه لم يكن هناك شيء يستقذر بل ما يستقذر من غيره فإنه يستطاب منه وتطيب به الأشياء وحديث ابن عباس الذي بعده بمعناه.

خنث السقاء وأخنثته: إذا كسر فمه إلى خارج فشرب منه، قاله الحافظ، والاختناث بالخاء المعجمة ثم مثناة فوق ثم نون ثم ألف مثلثة، وقد فسر في الحديث، وأصل هذه الكلمة التكسر والإنطواء ومنه سمى الرجل المتشبه بالنساء في طبعه وكلامه وحركاته مخنثا (١).

واتفقوا على أن النهي عن اختناثها نهي تنزيه لا تحريم، ثم قيل سببه إنه لا يؤمن أن كون في السقاء ما يؤذيه فيدخل في جوفه ولا يدري، وقيل: لأنه يقذره على غيره وقيل: لأنه ينتنه أو لأنه مستقذر، وقد روى الترمذي وغيره عن كبشة بنت ثابت وهي أخت حسان بن ثابت قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فشرب من قربة معلقة قائما فقمت إلي فيها فقطعته، قال الترمذي: هذا حديث صحيح (٢) وفعلته لوجهين، أحدهما: تصون موضعها أصابه فم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أن يتبدل أو يمسه كل أحد، والثاني: أن تحفظه


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ١٩٤).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٤٢٣)، والترمذي (١٨٩٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثانى (٣٣٦٥)، والطبراني في الكبير ٢٥/ ١٥ (٨) والشاميين (٦٣٩)، والبيهقي في الشعب (٨/ ١٤٨ - ١٤٩ رقم ٥٦٢٤) ومعرفة السنن (١٠/ ٢٦٦ رقم ١٤٤٦٨ و ١٤٤٦٩)، والبغوي (٣٠٤٢). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، ويزيد بن يزيد بن جابر هو أخو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهو أقدم منه موتا. وقال الألباني: صحيح، المشكاة (٤٢٨١)، مختصر الشمائل (١٨٢).