للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد به خيرًا فقهه في الدين وألهمه رشده" تقدم الكلام على معنى الخيرية في الحديث قبله، وقيل: فهم الأشياء الدقيقة، يقال: فقه الرجل بالكسر يفقه فقها إذا فهم وعلم، وفقه بالضم إذا صار عالمًا ويفقهه في الدين أي: يجعله فقيها عالما بالأحكام الشرعية ذا بصيرة فيه، فيصير قلبه ينبوع العلم يستخرج بفهمه المعاني الكثيرة من اللفظ الموجز (١).

قال الإمام أبو عبد الله الحكيم الترمذي (٢): الفقه هو انكشاف الغطاء عن الأمور، فإذا عبد الله بما أمر ونهى بعد أن فهمه وعدله وانكشف له الغطاء عن تدبيره فيما أمر ونهى فهي العبادة الخالصة، وذلك أن الذي يؤمر بالشيء زين ما أمر وشين ما نهى عنه عمل على بصيرة وعلى عليه أقوى ونفسه بها أسخى وحمد على ذلك وشكر، والذي يعمى عن ذلك فهو حامد القلب كسلان الجوارح، ثم إن الإنسان إذا أخذ حظًا وافرًا من الفقه ينبغي أن


= حتى أنهاك "رواه مسلم، السواد بكسر السين المهملة وبالدال، واتفق العلماء على أن المراد به السرار بكسر السين وبالراء المكررة وهو السر والمساررة، يقال: ساودت الرجل مساودة إذا ساررته، وفيه (دليل) لجواز اعتماد العلامة في الإذن في الدخول، فإذا جعل الأمير والقاضي أو غيرهما رفع الستر الذي على بابه علامة في الإذن في الدخول عليه (اللناس عامة) أو لطائفة خاصة أو لشخص أو جعل علامة غير ذلك جاز (اعتمادها) والدخول إذا وجدت بغير استئذان، وكذا إذا جعل الرجل ذلك علامة بينه وبين خدمه (ومماليكه) وكبار أولاده وأهله فمتى أرخى حجابه لا يجوز (الدخول عليه إلا باستئذان فإذا رفعه جاز) جاز بلا استئذان، والله أعلم، قاله في الديباجة، وتقدم الكلام على ترجمته مبسوطًا. قلت: وهذا كله كلام النووي في شرح مسلم (١٤/ ١٥٠).
(١) الميسر (١/ ٩٧).
(٢) نوادر الأصول (١/ ١٧١ - ١٧٢).