للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الغزالى في باب كسر الشهوتين (١): ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة من الأطباء فعجب منه وقال ما سمعت كلامًا في قلة الاكل أحكم من هذا والله إنه لكلام حكيم. وقال أبو عبد الله القرطبي في شرح الأسماء الحسنى بعد أن ذكر هذا الحديث: قال علماؤنا لو سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة وقال ليس لبطنة أنفع من جوعة تتبعها (٢).

وقال ابن بطال (٣): وروى إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، عن محمد بن على، عن أبيه، عن النبى (-صلى الله عليه وسلم-) قال: (من سره أن يكون حكيما فليقل طعمه، فإنه يغشى جوفه نور الحكمة). وقال مالك ابن دينار: سمعت عبد الله الرازي يقول: كان أهل العلم بالله والقبول عنه يقولون: إن الشبع يقسى القلب، ويفتر البدن.

وقال لقمان لابنه (٤): إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.

وفى العوارف للسهروردي (٥) قال يحيى بن معاذ: إذا ابتلى المريد بكثرة الاكل بكت عليه الملائكة رحمة له إلى أن قال: والشبع نهر في النفس ترده الشياطين، والجوع نهر في الروح ترده الملائكة، وينهزم الشيطان من جائع


(١) إحياء علوم الدين (٣/ ٨٧).
(٢) المدخل لابن الحاج (٤/ ١١٩).
(٣) شرح الصحيح (١٠/ ١٧٧ - ١٧٨) لابن بطال.
(٤) إحياء علوم الدين (٣/ ٨٢) و (٣/ ٨٤).
(٥) عوارف المعارف (٢/ ٣٥٧ - ٣٥٨) باختصار.