للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نائم، فكيف إذا كان قائما ويعانق الشيطان شبعانا قائما، فكيف إذا كان نائما، ويحكى أن إبليس عرض ليحيى بن زكريا عليهما السلام وعليه معاليق، فقال ما هذه؟ قال: الشهوات التى أصيب بها ابن آدم. قال هل تجد لى فيها شهوة؟ قال: لا غير أنك شبعت ليلة فثقلناك عن الصلاة والذكر فقال: لا جرم أنى لا أشبع أبدا. قال إبليس: لا جرم أنى لا أنصح أحدا أبدا.

وقال [على بن أبى] الحسن (١): شبع يحيى بن زكرياء عليهما السلام شبعة من خبز الشعير فنام عن ورده تلك الليلة فأوحى الله عز وجل: [يا] يحيى هل وجدت دارا خيرا من داري ووجدت جوارا خيرا من جواري [يا] يحيى وعزتي وجلالي لو نظرت إلى الفردوس نظرة لزهقت روحك اشتياقا إليها ولو نظرت إلى النار نظرة لزهقت روحك خوفا منها، قال: فعاد إلى ما كان عليه من الجهد والجوع.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من وعاء ملئ أبغض إلى الله عز وجل من بطن ملئ ولو من حلال"، وقال [ ... ]، (٢) قرأت في بعض الكتب أن الجوع والعطش ينبتان حب الآخرة في قلوب الأبرار ويوقظان القلب من نومته وال [شبع] والري ينبتان حب الدنيا في قلوب الفجار حتى لا يغفل المرء عن نفسه، وقال الداراني إن الجوع عند الله لفي خزائن مذخورة لا يعطيه إلا لمن أحبه وأن مفتاح الدنيا الشبع ومفتاح الآخرة الجوع، أ. هـ، قاله في تهذيب النفوس.


(١) المجالسة (٣٠٧٥)
(٢) بياض في الأصل.