للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى يحيى بن منده في كتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل بإسناد له عن الإمام أحمد بن حنبل أنه سئل عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس، فقال: ثلث للطعام وهو القوت وثلث للشراب وهو القوي وثلث للنفس وهو الروح (١).

وروي أبو نعيم في الحلية وذكر السند فقال: حدثنا عمرو بن أسلم الطرسوسي قال: سمعت سلم الخواص يقول: الناس ثلاثة أصناف صنف شبه الملائكة وصنف شبه البهائم وصنف شبه الشياطين فأما الذين شبه الملائكة فالمؤمنون في ليلهم ونهارهم طائعين يحبون أهل الطاعة، وأما الذين شبه البهائم فالذين ليست لهم هم إلا الأكل والشرب والنكاح والنوم فهم كالبهائم وأما الذين شبه الشياطين فالذين في معاصي الله تعالى مساءا وصباحا ويعطون كل الأجر (٢)، أ. هـ.

وقال أبو الليث السمرقندي في كتابه البستان بعد ذكر الحديث وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن" الحديث وقال في كثرة الأكل خمس خصال مذمومة، الأولى: أن يذهب خوف الله من قلبه، الثانية: إذا سمع كلام الحكمة لا يجد له رقة (٣)، الثالثة: أن يكسل عن الطاعة، الرابعة: [إذا تكلم بالحكمة


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٧٩).
(٢) حلية الأولياء (٨/ ٢٧٨).
(٣) بستان العارفين (ص ٤١٨) وبالأصل: (الثانية: أن يذهب [شفقة] الخلق من قلبه لأنه نظر إليهم كلهم شباعا). وهذا من كلام الدارانى حيث قال: من شبع، دخل عليه ست آفات: فقد حلاوة المناجاة، وتعذَّر عليه حفظ الحكمة، وحرمان الشفقة على الخلق؛ لأنه إذا شبع ظن الخلقَ كلهم شباعًا، وثقل العبادة، وزيادة الشهوات وأن سائر المؤمنين يدورون حول المساجد والشباع يدورون حول المزابل (الإحياء (٣/ ٨٧).