للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعياذًا ومعاذًا أي لجأت إليه والمعاذ المصدر والمكان والزمان أي لقد لجأت إلى ملجأ ولذت بملاذ وقد تكرر ذكر التعوذ والاستعاذة وما تصرف منهما والكل بمعنى وبه سميت قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس المعوذتين ومنه الحديث، "إنما قالها تعوذًا" أي إنما أقر بالشهادة لاجئا إليها ومعتصما بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في إسلامه ومنه الحديث أيضًا عائذ بالله من النار أي أنا عائذ ومتعوذ كما يقال مستجير بالله فجعل الفاعل موضع المفعول كقوله: سر كاتم وماء دافق ومن رواه عائذا بالنصب جعل الفاعل موضع المصدر وهو العياذ قاله في النهاية (١) ومعنى الحديث لقد عذت بمكان العياذ وبمن للعائذين أن يعوذوا به وهو الله عز وجل، وحقيقة عذت بمعاذ أي لمعاذ وبمعاذ من عاذ به لم يكن لأحد أن يتعرض له كذا في الفائق (٢) قاله في شرح مشارق الأنوار.

قوله: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي، ومن كان قاضيا فقضى بحق يقضي، قال: لأني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كان قاضيا فقضى بالجهل كان من أهل النار" يعني ليس له علم فهو آثم أي اتفق قضاؤه صوابا أو خطئا إذ لا يجوز له أن يقبل ومن كان قاضيا فقضى بالجور كان من أهل النار ومن كان قاضيا فقضى بحق أو بعدل سأل التفلت كفافا فما أرجو منه بعد إذ ومعنى كفافًا أي لا له ولا عليه.


(١) النهاية (٣/ ٣١٨).
(٢) الفائق (٣/ ٣٦).